«التطبيع» قبل السلام تنصل إسرائيل لمتطلبات وشروط تحقيق السلام

«التطبيع» قبل السلام تنصل إسرائيل لمتطلبات وشروط تحقيق السلام

  • «التطبيع» قبل السلام تنصل إسرائيل لمتطلبات وشروط تحقيق السلام

افاق قبل 4 سنة

«التطبيع» قبل السلام تنصل إسرائيل لمتطلبات وشروط تحقيق السلام  

تسعى إدارة ترامب ومستشاره كوشنير  للضغط من اجل التطبيع مع إسرائيل لتهيئة الأجواء  لتمرير صفقة القرن وتمكين حكومة الاحتلال لتمرير مخططها للضم والتوسع في مشروعها الاستيطاني ،  وتجاوز المبادرة العربية للسلام وعدت مرجعيه عربيه  أقرتها قمة بيروت وكل القمم العربية فيما بعد

لكن الحراك الأمريكي – الإسرائيلي  يسعى إلى " التطبيع "  قبل حل " قضايا المرحلة النهائية" ، للمفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية، المفترضة، بالضغط على الدول العربية الإسلامية لتعزيز آمال الثقة في المنطقة، والتقدم بمبادرات ملموسة تجاه إنهاء عزلة الكيان الإسرائيلي وإقامة علاقات طبيعية معه، تمهيدا " معكوسا"  لمفهوم السلام الذي رسمت معالمه المبادرة العربية للسلام .

وتمتد مفاصل هذا الجهد " بمنظور التسويه الصهيو امريكيه "  عبر تقديم " صكوك"  ما يعرف  حسن النوايا، بقيام دول المنطقة بمعاملة الاحتلال الإسرائيلي بشكل طبيعي، وإنهاء المقاطعة، من دون استبعاد الخروج بصيغة (ما) يتصدر التطبيع فيها حل قضايا الوضع النهائي، (اللاجئين والقدس والاستيطان والحدود والأمن والمياه)، بما يشكل محذورا خطيرا يحقق الأهداف الإسرائيلية في المنطقة، وينتقص من  الحقوق الفلسطينية المشروعة، ويقلب عكسيا مضمون المبادرة العربية للسلام، الصادرة عام 2002، والتي تشترط الانسحاب الإسرائيلي إلى حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967 والتوصل إلى حل عادل متفق عليه بشأن قضية اللاجئين الفلسطينيين وفق القرار الدولي 194، مقابل التطبيع، بمعنى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن الأراضي العربية والفلسطينية، أولا، وصولا، في الخطوة النهائية، إلى " التطبيع" .

ويستقيم  مفهوم هذا الحراك مع مساعي  إسرائيليه  للتنصل من " حل الدولتين"  قبل قضايا الوضع النهائي، وذلك عند الحديث عن الدولة الفلسطينية بلغة الوضع النهائي، بمعنى الدولة قبل الحل، وهذا يقود الى تصفية للحقوق الوطنية الفلسطينية، فضلاً عن تناقضه البنيوي مع حق عودة اللاجئين إلى ديارهم وأراضيهم التي تهجروا منها بفعل العدوان الإسرائيلي عام 1948، خاصة في ظل الاشتراط الإسرائيلي بالاعتراف الفلسطيني " بيهودية الدولة" ، والذي يستهدف شطب حق العودة وحرمان المواطنين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948 من حقهم في بلادهم.

عملية التطبيع تؤسس لملامح مرحلة إسرائيلية جديدة  أساسها مقولات صهيونية مثل «إسرائيل الكبرى» أو «أرض الميعاد» التي تشكل أساس  الدعاوى الصهيونية التاريخية والدينية والأيديولوجية التي تنظر إلى الضفة الغربية بصفتها جزءاً من " أرض إسرائيل" ، من دون أن يعني ذلك استبعادهما كليا، بخاصة في ظل وجود الحركات الدينية السياسية التي تتغذى من تلك المقولات وتستمد دورها الفاعل من الإبقاء عليها، أو عند الحديث عن الضرورات الأمنية والأمن الإسرائيلي، باعتبارها مبررات تسمح بالتفاوض حول وجود إسرائيلي ما بشكل دائم أو مؤقت في تلك المناطق.

الكيان الإسرائيلي غير مستعد لتبديل طبيعته وخطابه الأيديولوجي على الرغم من محاولاته للتكيف مع المتغيرات الدولية والإقليمية، فهو يبحث عن صيغة (ما) تمكنه من تحقيق السيطرة والأمن من دون أن تؤدي إلى اهتزاز الداخل الإسرائيلي وفقدان مصداقية المشروع الصهيوني، سواء بالنسبة للمستوطنين أو للمركز الإمبريالي الذي تتبع له، وهو أحد أهم التناقضات التي تكتنف مسيرة التسوية السلمية. كما أنه، أيضا، ليس مضطرا اليوم إلى تسوية تشمل حلا وسطا بخصوص الأراضي المحتلة وإضعاف قدرته الرادعة، لأن موازين القوى تصب في صالحه، في ظل المشهد الإقليمي العربي المضطرب.

من هنا يأتي الرفض الإسرائيلي لتقسيم القدس ووقف الاستيطان وحق العودة، مصحوبا بسياسة العدوان والقوة ضد الفلسطينيين، التي وظفتها الحركة الصهيونية منذ بداياتها من أجل تحقيق مشروعها الاستعماري في فلسطين. حيث لم يخرج الموقف الإسرائيلي من الكيان الفلسطيني المستقبلي عن إطار حكم ذاتي تنحصر حدود صلاحياته ضمن الشؤون الحياتية للسكان، فيما الأمن والسيادة موكولتان للاحتلال.

إن أي تسوية قد يتم التوصل إليها لن تنهي الصراع العربي-الإسرائيلي، حيث ستبقى قضايا جوهرية عالقة، مثل حق عودة اللاجئين الفلسطينيين والقدس، في ظل شكوك بالتزام إسرائيل بأي اتفاق تسوية يتم التوصل إليه، قياساً بتجارب سابقة. فكيف والحال إذا حدث التطبيع قبل إلزام إسرائيل بشروط السلام وفق ما تضمنته المبادرة العربيه للسلام

التعليقات على خبر: «التطبيع» قبل السلام تنصل إسرائيل لمتطلبات وشروط تحقيق السلام

حمل التطبيق الأن